فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ (٩٨) وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (٩٩) وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ (١٠٠) قُلِ انْظُرُوا ما ذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ (١٠١) فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (١٠٢) ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (١٠٣))
البيان : لقد كان آخر الحديث عن بني اسرائيل وهم من اهل الكتاب. وهم يعرفون قصة نوح مع قومه وقصة موسى مع فرعون. فهم يقرأونها في كتابهم.
فهنا يتوجه الخطاب الى الرسول ص وآله. ان كان في شك مما انزل اليه. من هذا القصص او غيره فليسأل الذين يقرأون الكتاب من قبله فان لديهم عنه علم يقيني مما يقرأون. (الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) : لكن الرسول ص وآله لم يكن في شك مما أنزل الله اليه ولكن هذا من باب (اياك أعني واسمعي يا جاره) : انما هو تعريض بالشاكين الممترين. المكذبين.
وهذا التعريض يترك الفرصة لمن يريد منهم ان يرجع ليرجع. لانه اذا كان الرسول ص وآله له الحق ان يسأل ان كان في شك فغيره اولى. وهذه فائدة الخطاب اليه من ربه.
وبعد فاذا جاء الى الرسول هو الحق الذي لا مريه فيه. فما تعليل اصرار قوم على التكذيب ولجاجهم فيه : تعليله ان كلمة الله وسنته اقتضت ان من لا يأخذ بأسباب الهدى لا يهتدي. ومن لا يفتح بصيرته على النور لا يراه. ومن يعطل مداركه لا ينتفع بوظيفتها فتكون نهايته الى الضلال. مهما تكن الآيات والبينات. لأنه لا يفيده شيء