ـ ١٠ ـ سورة يونس ـ عدد آياتها ـ مائة وتسع آيات
بسم الله الرحمن الرحيم
(الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ (١) أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قالَ الْكافِرُونَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ مُبِينٌ (٢))
البيان : من هذه الحروف وأمثالها ، تتألف آيات هذا الكتاب الحكيم ، الذي ينكرون أن يكون الله قد أوحى به الى رسوله محمد ص وآله.
وهذه الحروف في متناول كل عربي ، وكل آدمي ، ثم هو يتحدى الانس والجن على أن يأتوا بسورة من مثله ان استطاعوا ، واذا هم ينكصون رؤوسهم خائبين عاجزين.
ومع هذا هم معاندون منحرفون تكبرا واعراضا لأهواء واغراض دعتهم لذلك لا غير والمعاندة للحق لهوى ولأغراض له خاصة لا ينفعه كل دليل وبرهان واعجاز وآيات لان المسألة عناد واهواء. وكل ما خالف الهوى يجب نبذه برأي صاحبه مهما كان عظيما. وادراك ان الوحي هو مفرق الطريق بينهم وبين الرسول ص وآله ، وانه لو لا هذا الوحي لوقف وقفتهم عاجزا عن تأليف آية واحدة. من هذه الحروف المبذولة للجميع.
(تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ) : الحكيم الذي يخاطب العقول البشرية وفطرتها الانسانية ، وما يناسب طبائعها التي فطرها الله عليها. وهو الحكيم الذي ينبه الغافلين الى تدبر آيات الله عزوجل في صفحة هذا الكون وتضاعيفه ، في السماء والارض ، وفي الشمس والقمر وفي الليل والنهار ، وفي مصارع القرون الاولى. وفي قصص الامم مع انبيائها. وفي دلائل القدرة الكامنة والظاهرة في هذا الوجود.