(أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لا يَتُوبُونَ وَلا هُمْ يَذَّكَّرُونَ (١٢٦) وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ هَلْ يَرَىٰكُم مِّنْ أَحَدٍ ثُمَّ ٱنصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ (١٢٧) لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ (١٢٨) فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِىَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (١٢٩))
البيان : (صرف الله قلوبهم بانهم قوم لا يفقهون ، صرفها عن الهدى بسبب اجرامهم الذي فعلوه ، وبذلك فقد عطلوا قلوبهم الفطرية التي فطرت على الايمان والتوحيد لخالقها. انه مشهد كامل حافل بالحركة ، ترسمه بضع كلمات ، فاذا هو شاخص للعيون كأنها تراه).
(لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ) : انما هي الرحمة التي تنبع من قلب رحيم طاهر نقي ، يحب الخير والفلاح حتى لاعدائه ومن يتمنى له الموت والدمار ، انه بهم رحيم.
وحين يوجد المجتمع المسلم مرة اخرى ويتحرك ، فانه يكون في حل من تطبيق الاحكام ، المرحلية في حينها ، ولكن عليه ان يعلم انها أحكام مرحلية ، وان عليه ان يجاهد ليصل في النهاية الى تطبيق الاحكام النهائية ، التي تحكم العلاقات النهائية ، بينه وبين سائر المجتمعات والله هو الناصر والمعين لمن اعتمد وتوكل عليه وفوض اليه أمره.