(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها وَاللهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسابِ (٤١) وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّٰرُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ (٤٢) وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَٰبِ (٤٣))
ـ ١٤ ـ سورة ابراهيم. عدد آياتها خمس وخمسون آية
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. الر كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (١) اللهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ شَدِيدٍ (٢) الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً أُولئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ (٣) وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٤))
البيان : (ألف. لام. را. (كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ) لغاية (ما أنزلناه الا بالحق) (لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) لتخرج هذه البشرية من ظلمات الوهم والخرافة. وظلمات الاوضاع والتقاليد وظلمات الحيرة في تيه الارباب المتفرقة. وفي اضطراب التصورات والقيم المزيفة والموازين الفاسدة ، لتخرج البشرية من هذه الظلمات كلها الى النور الذي يكشف هذه الظلمات بأجمعها ويسحق هذا الفساد بأجمعه ، يكشفها في عالم الضمير وفي دنيا التفكير.
والايمان بالله نور يشرق في القلب ، فيشرق به هذا الكيان البشري المشتمل على نفخة من روح الله العظيم. فاذا ما خلا من اشراق هذه النفخة. واذا ما طمست فيه هذه الاشراقة استحال طينة معتمة ، بل أصبح جيفة تننة من لحم ودم.
فالانسان قوامه تلك الاشراقة ، التي تنتفض فيه من روح الله العظيم ، يرقرقها الايمان ويجلوها الاخلاص والعمل الصالح.
والايمان بالله تعالى نور تشرق به النفس المطمئنة ، فترى الطريق