فالتوازن هو القاعدة الكبرى في المنهج الاسلامي (إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ).
(وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً (٣١) وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبِيلاً (٣٢) وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً (٣٣) وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلاً (٣٤) وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (٣٥))
البيان : ان انحراف العقيدة وفسادها تنشىء آثاره في حياة الجماعة الواقعية. ولا يقتصر على فساد الاعتقاد والطقوس التعبدية ، وتصحيح العقيدة تنشىء آثاره في صحة المشاعر وسلامتها وفي سلامة الحياة الاجتماعية واستقامتها. وهذا المثل من وأد البنات مثل بارز على آثار العقيدة في واقع الجماعة الانسانية. وشاهد على أن الحياة لا يمكن الا ان تتأثر بالعقيدة من صحة وفساد.
وهنا تعبير فائق بالسياق : ففي هذا الموضع قدم رزق الابناء على رزق الآباء. فقال تعالى :
(نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ) وفي سورة الانعام قدم رزق الاباء على رزق الابناء. فقال عزوجل (نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ) وذلك لاختلاف السببين. فهذا النص (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ). والنص الاخر : (ولا تقتلوا اولاد من أملاق). فهنا كان قتل الاولاد خشية الاملاق والفقر. وهناك كان سبب قتل الاولاد نفس الاملاق والفقر وحصوله فعلا لذلك ناسب التمايز في التعبير.
(وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبِيلاً) : ان في ارتكاب الزنا أيضا قتلا للذرية. لان الزنا هو وضع النطفة في غير موضعها.