ومن ثم تبدو علاقة عقيدة التوحيد والدينونة لله وحده بالامانة والنظافة وعدالة المعاملة وشرف الأخذ والعطاء ، ومكافحة السرقة الخفية سواء قام بها الافراد ام قامت بها الدول. فهي بذلك ضمانة لحياة انسانية افضل. وضمانة للعدل والسّلام في الارض بين الناس ، وهي الضمانة الوحيدة التي تستند الى الخوف من الله وطلب رضاه ، فتستند الى أصل ثابت لا يتأرجح مع المصالح والاهواء.
ان المعاملات والاخلاق لا بد أن تستند الى أصل ثابت لا يتعلق بعوامل منقلبة. هذه هي نظرة الاسلام ، وهي تختلف من الجذور مع سائر النظريات الاجتماعية والاخلاقية التي ترتكز الى تفكيرات البشر وتصوراتهم ، وأوضاعهم ومصالحهم الظاهرة لهم.
وهي حين تستند الى ذلك الاصل الثابت ينعدم تأثرها بالمصالح المادية القريبة ، كما ينعدم تأثرها بالبيئة والعوامل السائدة فيها.
فلا يكون المتحكم في أخلاق الناس وقواعد تعاملهم من الناحية الاخلاقية ، هو كونهم يعيشون على الزراعة ، أو الرعي ، أو الصناعة ، ان هذه العوامل المتغيرة تفقد تأثيرها في التصور الاخلاقي وفي قواعد المعاملات الاخلاقية. حين يصبح مصدر التشريع للحياة كلها هو شريعة الله تعالى. وحين تصبح قاعدة الاخلاق هي ارضاء الله عزوجل وانتظار ثوابه وتوقي عقابه وسخطه. ويصبح كل ما يعتبره المخلوقات لغوا في ظل النظرة الاخلاقية الالهية الاسلامية.
(وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ إِنِّي أَراكُمْ بِخَيْرٍ) : فقد رزقكم الله رزقا حسنا فلستم بحاجة. (وَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ) اما عاجل الحياة أو في آجلها. وسيزول عنكم كلما تملكون.
(بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ) : ومثل هذا الاسلوب يشعر المخاطبين بخطورة