النحو من التدبير الذي يسخر الشمس والقمر. كل يجري لأجل مسمى ومن تدبيره الامر انه (يفضل الآيات) وينظمها وينسقها ويعرض كلا منها في حينه ولغلته (لَعَلَّكُمْ بِلِقاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ) حين ترون الايات مفصلة منسقة ومن ورائها آيات الكون الهائلة.
(وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ وَأَنْهاراً وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٣) وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٤))
البيان : ويهبط الخط التصوري الهائل من السماء الى الارض فيرسم لوحتها العريضة الاولى : (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ) والخطوط العريضة في لوحة الارض هي مد الارض وبسطها امام النظر وانفساحها على مداه. لايهم ما يكون شكلها الكلي في حقيقته ، انما هي مع هذا ممدودة مبسوطة فسيحة هذه هي اللمسة الاولى في اللوحة.
ثم يرسم خط الرواسي الثوابت من الجبال ولاحظ الانهار الجارية في الارض فتتم الخطوط العريضة الاولى في المشهد الارضي متناسقة متقابلة.
ومما يناسب هذه الخطوط الكلية ما تحتويه الارض من الكليات وما يلابس الحياة فيها من كليات كذلك. وتتمثل الثانية في ظاهرة الليل والنهار (يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ).
والمشهد الاول يتضمن حقيقة لم تعرف للبشر من طريق علمهم وبحثهم الا قريبا. هي أن كل الاحياء وأولها النبات تتألف من ذكر وانثى وهي حقيقة تتضامن مع المشهد في اثارة الفكر الى تدبر اسرار الخلق بعد تملي ظواهره.