من الابداع. (فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) ما الذي أصابكم ودعاكم الى انكار الاعادة الا سوء الاعمال والاجرام :
(إِنَّ الظَّنَ) ـ بعدم الاعادة (ـ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً ـ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ).
(وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى مِنْ دُونِ اللهِ وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٣٧) أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٣٨) بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (٣٩) وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ (٤٠) وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (٤١) وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كانُوا لا يَعْقِلُونَ (٤٢) وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كانُوا لا يُبْصِرُونَ (٤٣) إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٤٤))
البيان : فالقرآن بخصائصه الموضوعية والتعبيرية ، بهذا الكمال في تناسقه ، وبهذا الكمال في العقيدة التي جاء بها. وفي النظام الانساني ، الذي يتضمن قواعده العادلة. وبهذا الكمال في تصوير حقيقة الالوهية ، وفي تصوير طبيعة البشر وطبيعة الحياة ، وطبيعة الكون ، يستحيل أن يكون مفترى من دون الله العزيز الحكيم ، القدير الخبير ، لان القدرة البشرية المتعددة يتباين صنعها مع القدرة الواحدة التي تملك الاتيان غير قدرة الله العزيز الحكيم ، القدرة التي تحيط بالاوائل والاواخر ، والظواهر والبواطن وتضع المنهج العادل اللائق باصلاح الجميع بدون افراط او تفريط او زيادة او نقصان ، المبرأ من كل قصور او جهل او عجز ، وما هو من لوازم المخلوقات المحدودة.
(لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) تقرير وتوكيد لنفي جواز افترائه عن طريق اثبات مصدره (مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) الذي هو خبير بما يصلحهم لانه