وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ.)
البيان : ألا) بهذا الاعلان المدوي (أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) (أَلا إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ) فلا يعجزه عن تنفيذ ما أراد شيء. ولا يتخلف مراده عن ارادته (فحسبه أن يقول للشيء كن فيكون)
(يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ)
جاءتكم الموعظة في هذا الكتاب ، وليس هو كما يقول الأفاكون انه مفتري ، وليس هو من عند المخلوقين ، بل من الخالق العظيم الذي خلق كل شيء فأحسن خلقه ..
جاءتكم موعظة لتحيي القلوب الميتة وتشفي نفوس المرضى. وتذهب القلق عن أهل الريب.
جاءتكم الموعظة لتفيض عليكم العفو والعافية ، والهدى واليقين ، والامن والامان مدى الزمان.
(قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)
بهذا الفضل الذي أفاضه الله تعالى على عباده فليفرحوا بهذه الرحمة التي أنزلها الله على عباده فليفرحوا ، فهذا هو الذي يستحق الفرح ، لا المال ، ولا اعراض هذه الحياة.
الفرح الحقيقي للاخيار يختص بما يبقى معهم عند رحيلهم من هذه الدار الى دار الخلود.
ان النقلة الاساسية التي تتمثل في هذا الدين هي اعتاق رقاب العباد من العبودية للعباد وتحريرهم من هذه العبودية وتعبيدهم لله وحده. واقامة حياتهم كلها على أساس هذا الانطلاق الذي يرفع