(وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا خَيْراً لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ (٣٠) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ كَذلِكَ يَجْزِي اللهُ الْمُتَّقِينَ (٣١) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٣٢) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَما ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٣٣) فَأَصابَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٣٤))
ان المتقين يدركون أن الخير هي قوام هذه الدعوة ، وقوام ما أنزل ربهم من أمر ونهي. وتوجيه وتشريع. فيلخصون الامر كله في كلمة : (قالُوا خَيْراً) ثم يفصلون هذا الخير مما أنزل الله تعالى.
ثم يعود السياق للمتقين خطوة أخرى. كما عاد لمن قبلهم خطوة للمتكبرين. فاذا هم في مشهد الاحتضار. وهو مشهد رائع كريم.(الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ) طيبة نفوسهم مطمئنة راضية بكل ما اختار لها خالقها العظيم ونبيها الكريم. وامامها سيد الوصيين (ع) وابناؤه الغر الميامين :
(يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ) طمأنة لقلوبهم وترحيبا بقدموهم : (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).
وفي ظل هذا المشهد بشقيه ، مشهد الاحتضار ومشهد البعث يعقب السياق بسؤال عن المشركين والمتكبرين فيقول : (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ) ..
عجيب امر الناس فانهم يرون ما حلّ بمن قبلهم ممن يسلكون طريقهم ثم يظلون سائرين في الطريق غير متصورين ان ما أصاب غيرهم يمكن أن يصيبهم. وغير مدركين ، ان سنة الله تمضي وفق ناموس مرسوم وان الاسباب تعطي دائما نتائجها. وان الاعمال تلقى دائما جزاءها. وان ليس في سنة الله محاباة. (وَما ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلكِنْ كانُوا