لا يؤمنون بالاخرة. فهو مثل السوء في كل شيء. في السلوك والشعور. والاعتقاد. والعمل. والتصور. والتعامل (وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى) ذو النعمة والحكمة البالغة. الحكيم الذي يضع كل شيء فيما يجب وضعه في مكانه الحق والصواب.
(وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ ما تَرَكَ عَلَيْها مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ (٦١) وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ما يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنى لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ (٦٢)
تَاللهِ لَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٦٣) وَما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٦٤) وَاللهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (٦٥))
البيان : ان الله تعالى قد خلق هذا الخلق. من البشر وأنعم عليه بآلائه. وهو وحده الذي يفسد في الارض ويظلم وينحرف عن خط الله المستقيم. فيطغي ويؤذي سواه من الخلق والله بعد هذا يحلم عليه ويرأف به. ويمهله ولا يهمله. فهي الحكمة البالغة التي تصحب القوة القاهرة. والرحمة الواسعة. ولكن الناس لجهلهم بالله يغترون بامهال الله عزوجل لهم. فلا تستشعر قلوبهم جوده فيسارعون الى شكره. قبل ان يأخذهم عدله وقوته. عند الاجل المسمى لهم في علمه. واعجب ما في الامران المشركين يجعلون لله ما يكرهون من البنات. ثم يزعمون كاذبين ان خيره سينالهم بما لم يفعلوا من اعمال الخير الذي يحبه الله ويثيب اهله خيرا.
وأعجب من ذلك كله ان اكثر الذين يدعون الايمان في عصرنا الحاضر القرن العشرين يخافون فوات ما يطلبون. وهم يعترفون المقسوم من الله لا يمكن ان يمنعه مانع. ويقفون على ابواب اعداء الله صاغرين