وهذا حرام. افتراء على الله عزوجل. وقد استحق اليهود تحريم هذه الطيبات عليهم بسبب تجاوزهم الحد. ومعصيتهم لله تعالى. فكانوا ظالمين لأنفسهم. فمن تاب ممن عمل السوء بجهالة ولم يصر على العصبان فان غفران الله تعالى يسعه ورحمته تشمله. والنص عام يشمل كل من تاب وعمل صالحا من جميع العباد.
(إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٢٠) شاكِراً لِأَنْعُمِهِ اجْتَباهُ وَهَداهُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (١٢١) وَآتَيْناهُ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (١٢٢) ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٢٣) إِنَّما جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (١٢٤))
البيان : ان القرآن المجيد يرسم ابراهيم (ع) نموذجا للهداية والطاعة والشكر والانابة لله. ويقول عنه (انه كان أمة). واللفظ يحتمل انه يعدل امة كاملة بما فيها من خير وطاعة وبركة. وقد يكون انه لا يوجد في عصره من يعبد الله باخلاص ومعرفة سواه. فهو بمثابة الامة الكاملة. (ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً) فالصلة الحقيقية هي صلة الدين الجديد. اما تحريم السبت فهو من اختراع اليهود وليس من دين الله في شيء (وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ)
(ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (١٢٥) وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ (١٢٦) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ (١٢٧) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ (١٢٨))
البيان : على هذا الاسس يرسم القرآن المجيد خطه المستقيم. ويرسي قواعده للدعوة الحقة. ويخطط مبادئها. ويعين وسائلها وطرقها ان الدعوة دعوة الى سبيل الله لا الشخص الداعي ولا لقومه. فليس للداعي من دعوته الا ان يؤدي واجبه لله تعالى لا فضل له يتحدث به.