والنص على خشية الله وحده دون سواه بعد شرطي الايمان الثابت والعمل الخالص. وليس هو نافلة. فلا بد من التجرد لله. ولا بد من التخلص من كل ظل للشرك في الشعور (عسى اولئك ان يكونوا من المهتدين)
فانما يتوجه القلب وتعمل الجوارج. ثم يكافىء الله على التوجه والاخلاص والعمل بالهداية. هذه هي القاعدة في استحقاق عمارة بيوت الله. وفي تقويم العبادات والشعائر على السواء يبينها الله خالصة لوجهه الكريم وطلب مرضاته دون سواه.
(أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٩)
الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ (٢٠) يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ (٢١) خالِدِينَ فِيها أَبَداً إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (٢٢))
البيان : ميزان الله هو الميزان. وتقديره هو التقدير (والله لا يهدي القوم الظالمين) هذه الآيات نزلت في علي بن ابي طالب (ع) حينما افتخر العباس وشيبة بسقاية الحجاج وادارة المسجد الحرام. وجعل كل منهم يفتخر على رفيقه بما يصنعه في المقام.
قال علي (ع) : أنا أفضل منكما فاني آمنت قبلكما وانتما مشركان وهاجرت وجاهدت فعظم عليهما ذلك. ثم رضوا بان يكون رسول الله ص وآله هو الفاصل بينهم.
فأنزل الله عزوجل هذه الآيات وحكم لعلي (ع) بالافضلية عليهما. وقد زاد علي (ع) في افتخاره على العباس وشيبة فقال لهما : وقد ضربت خراطيمكما بسيفي حتى قلتما لا آله الا الله محمد رسول الله) وكان الفخر له عليهما من الله ورسوله.