(أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ).
والسموات والارض خلق عجيب هائل دقيق. هذه الارض التي نعيش عليها ويشاركنا فيها ملايين الاجناس والانواع. ثم لا نبلغ نحن شيئا من حجمها. ولا شيئا من حقيقتها. ولا نعلم عنها حتى اليوم الا القليل. وهذه الارض انما هي تابع صغير من توابع الشمس التي تعيش أرضنا الصغيرة على ضوئها وحرارتها. وهذه الشمس هي واحدة من مئات الملايين في المجرة الواحدة. التي تتبعها شمسنا. وفي الكون مجرات كثيرة اخرى. وقد عد الفلكيون حتى اليوم منها مئة مليون مجرة بمناظرهم المحدودة. وهم في انتظار المزيد. وبين مجرتنا. والمجرة التالية لها نحو خمسين وسبع مئة الف سنة (ضوئية) (السنة الضوئية ، تقدر بستة وعشرين مليون من الاميال) وهناك كتل ضخمة من السدم التي يظن انه من نثارها كانت تلك الشموس. وهذا الجزء الذي يدخل في دائرة معارفنا الصغيرة المحدودة هو ضئيل ضئيل.
هذا الفضاء الذي تسبح فيه تلك الملايين التي لا يحصيها العد. كأنها ذرات صغيرة لا نحاول تصويره وهذه الكتل الهائلة السابحة في الفضاء الوسيع كلها تسبّح لخالقها ومدبرها ومديرها. وأين الناس من ذلك الخلق الهائل العظيم. (إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ). فيكون هذا الشيء الذي أراده الخالق العظيم. سماء وأرضا وكواكب وشموسا وكتل ومجرات. كما يريده أن يكون بعوضة وذرة أو ما هو أهون وأصغر. فليس هناك لديه شيء أصعب من شيء. ولا شيء أهون من شيء. فالصغير والكبير. والجليل والحقير في ارادته سواء.