البيان : ابراهيم وأبناؤه كانوا قبل داود وسليمان قطعا. ولكن لا نعرف أين هم من زمان أيوب ـ على التحقيق ـ وكذلك اليسع وذو الكفل. ولم يرد عنهما في القرآن الا اشارات سريعة. واما ذو الكفل فلا نعرف عنه شيئا وقد ذكر مفصلا في الجزء الاول ص (١٦٠).
ثم يبدأ السياق بمنظرين متقابلين (المتقين) لهم (حسن مآب) ومنظر (الطاغين) لهم (شر مآب) فاما الاولون فلهم جنات عدن مفتحة لهم الابواب ولهم الحوريات الأبكار قاصرات الطرف من الغنج والحياء. وذلك رزق الله (ما لَهُ مِنْ نَفادٍ).
واما الآخرون فلهم مهاد ولكن لا راحة فيه انه جهنم (فبئس المهاد) ولهم فيه شراب من حميم. وطعام من زقوم وغسلين يسيل من اهل النار نعوذ بالله من ذلك.
(هذا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ (٥٥) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمِهادُ (٥٦) هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (٥٧) وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ (٥٨) هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صالُوا النَّارِ (٥٩) قالُوا بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنا فَبِئْسَ الْقَرارُ (٦٠) قالُوا رَبَّنا مَنْ قَدَّمَ لَنا هذا فَزِدْهُ عَذاباً ضِعْفاً فِي النَّارِ (٦١) وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ (٦٢) أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ (٦٣) إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ (٦٤) قُلْ إِنَّما أَنَا مُنْذِرٌ وَما مِنْ إِلهٍ إِلاَّ اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ (٦٥) رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (٦٦) قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (٦٧) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (٦٨) ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (٦٩) إِنْ يُوحى إِلَيَّ إِلاَّ أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٧٠))
البيان : (قل (إِنَّما أَنَا نَذِيرٌ) قل لاولئك المشركين الذين يدهشون ويعجبون ويقولون (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً) قل لهم ان هذه الحقيقة (وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ) وقل لهم انه ليس لك من الامر. وليس عليك منه الا ان تنذر وتحذر وتدع الناس بعد ذلك الى الله الواحد القهار (رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا) فليس له من شريك وليس من