دونه ملجأ (وهو العزيز الغفار) الذي يتجاوز عن التائبين ويغفر لمن يعود اليه منيبا. (قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ) وانه أمر عظيم. انه أمر من الله في هذا الوجود كله ليس بعيدا.
وما كانوا يدركون في ذلك الزمان ان هذا النبأ أنما جاء ليغير وجه الارض ويوجه سير التاريخ. ويحقق قدر الله في مصير هذه الحياة. ويؤثر في ضمير البشرية وفي واقعها. ويصل هذا كله بخط سير الوجود كله. وبالحق الكامن في خلق السموات والارض وما بينهما وانه ماض كذلك الى يوم القيامة. يؤدي دوره في توجيه اقدار الناس واقدار الحياة.
والعرب اليوم يقفون من هذا النبأ كما وقف منه العرب في اول الأمر. ولا يدركون طبيعته يستعرضون آثاره في تاريخ البشرية. وفي خط سيرها الطويل. استعراضا واقعيا.
(إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ (٧١) فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ (٧٢) فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (٧٣) إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ (٧٤) قالَ يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ (٧٥) قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (٧٦) قالَ فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (٧٧) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلى يَوْمِ الدِّينِ (٧٨) قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (٧٩) قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (٨٠) إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (٨١) قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٨٢) إِلاَّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (٨٣) قالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (٨٤) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (٨٥) قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (٨٦) إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (٨٧) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (٨٨))
البيان : وما ندري نحن كيف قال الله أو كيف يقول للملائكة وما ندري كذلك كيف يتلقى الملائكة عن الله. ولا ندري عن كنههم الا ما بلغنا من صفاتهم في كتاب الله. ولا حاجة بنا الى الخوض في شيء