سيده ومولاه. ينعم براحة الاستقامة. والمعرفة واليقين وتتوحد لديه الاسباب ـ وهي طاعة مولاه لا غير ـ وتسد أمامه الطرق والابواب الا طاعة مولاه واحراز رضاه لا غير فهنا الراحة والسعادة. وهنا الغنى والامان.
وهذا المثل بصورة حقيقة التوحيد وحقيقة الشرك في جميع الاحوال. فالقلب المؤمن بحقيقة التوحيد هو القلب الذي يقطع الرحلة عن هذه الارض على هدى. لأن بصره ابدا معلق بنجم واحد. وطريق واحد. وباب واحد. وكفيل واحد وحارس واحد. ومصدر واحد للمنع والعطاء. وحينئذ تستقيم خطاه الى هذا المصدر الواحد. فيستمد منه وحده ويعلق يديه بحبل واحد. يشد عروته ويطمئن اتجاهه الى هدف واحد لا يميل ولا ينحرف عنه شعرة. ويختص بخدمة الخالق. ويترفع عن خدمة المخلوقين وبذلك تتجمع طاقته وتتوحد غايته وهي احراز رضا مولاه ليكفله ويحرسه. وهل للسعادة معنى غير هذا يا أولى الألباب
أنت سعيد مثلي) بذلك يفتخر الشيخ القبيسي على سواه.
(فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ (٣٢) وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (٣٣) لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ (٣٤) لِيُكَفِّرَ اللهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ (٣٥))
البيان : (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) انه الموت نهاية كل حي. ولا ينفرد بالبقاء الا الحي القيوم وفي الموت يستوي كل مخلوق بما فيه الملائكة والانبياء. وذكر هذه الحقيقة هنا حلقة من حلقات التوحيد الذي تقرره السورة كلها وتؤكده. ثم يلي ذلك تقرير ما بعد الموت. فالموت ليس نهاية المطاف انما هو حلقة لها ما بعدها. النشأة المقدرة المدبرة. التي ليس شيء منها عبثا ولا سدى. فيوم القيامة يختصم العباد فيما