فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ (٣٨) وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْياها لَمُحْيِ الْمَوْتى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٣٩) إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا أَفَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٤٠) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ (٤١) لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (٤٢))
البيان : ان خالق البشر. الذي يعرف مداخل الانسان ومساربه. ويعرف طاقته واستعداده. ويعرف من اين يدخل الشيطان الرجيم اليه يحوط الداعية الى الله من نزغات الغضب او نزغات الشيطان مما يلقاه في طريقه مما يثير غضب الحليم.
فالغضب قد ينزغ. وقد يلقي في الروع قلة الصبر على الاساءة أو ضيق الصدر عن السماحة. فالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم حينئذ وقاية تدفع محاولاته :
(وَمِنْ آياتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ). هذه الآيات معروضة للانظار يراها العالم والجاهل. ولها في قلب الحي. روعة مباشرة. ولو لم يعلم الانسان شيئا عن حقيقتها العلمية.
لهذا يكتفي القرآن المجيد بتوجيه القلب اليها وايقاظه من غفلته عنها هذه الغفلة التي ترد عليه من طول الالفة تارة. ومن تراكم الخواطر والحواجز والموانع تارة اخرى. فيجلوها القرآن عنه لينتقض جديدا حيا يقظا. وليتعاطف مع هذا الكون الصديق.
(فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ). وأقرب ما يرد على القلب عند ذكر (فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ) الملائكة وأولياء الله المقربين من الانبياء والاوصياء المعصومين والتابعين لهم عن صدق ويقين.