المخالفين ما يستحقون من العذاب. واولهم أصحاب السقيفة الخبيثة
(وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) فهذا هو الذي ينتظرهم جزاء الظّلم والمخالفة (تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ واقِعٌ بِهِمْ) والتعبير العجيب يجعل اشفاقهم (مِمَّا كَسَبُوا) فكأنما هو غول مفزع. وهو واقع بهم. وكأنه بذاته قد انقلب عليهم عذابا لا مخلص منه. وهو واقع بهم (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ ..)
والتعبير كله رخاء يرسم ظلال الرخاء. (فِي رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ) (ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبادَهُ) وعلى مشهد هذا النعيم الرخاء الجميل يلقن الرسول ص وآله (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً ..).
ـ عن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ) الاية. قالوا يا رسول الله ص وآله من هؤلاء الذين امرنا الله بموالاتهم. فقال ص وآله هم : علي وفاطمة وولدهما من علي (ع) ثم قال ص وآله : (أن الله خلق الانبياء من اشجار شتى وخلقت انا وعلي من شجرة واحدة. انا اصلها. وعلي فرعها. وفاطمة لقاحها. والحسن والحسين ثمارها. واشياعنا اوراقها. فمن تعلق بغصن من اغصانها نجا. ومن زاغ عنهم هوى ولو أن عبدا عبد الله تعالى بين الصفا والمروة الف عام ثم الف عام ثم الف عام. الى أن يصير كالشن البالي. ثم لم يدرك محبتنا أهل البيت اكبه على منخريه ثم تلا هذه الاية (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى).
وعن الصادق (ع) : انما نزلت فينا أهل البيت في علي وفاطمة والحسن والحسين اصحاب الكسا (ع) (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) هنا يأتي على الشبهة الاخيرة التي قد يعللون بها موقفهم من ذلك الوحي الذي تحدث عن مصدره وعن طبيعته وعن غايته.
فهم من ثم لا يصدقونه. لأنهم يزعمون انه لم يوح اليه. ولم يؤت