شيء من الله عزوجل (فَإِنْ يَشَإِ اللهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ) وما كان ليخفى عليه ما يدور في خلد محمد ص وآله فهي شبهة يريد بها تضليل العوام والبسطاء وليس هذا التقول الا باطلا وهم يعلمون ذلك ومشهد الذين آمنوا في روضات الجنات. تجيء لترغيب من يريد التوبة والرجوع عما هو فيه من ضلالة. ويعفو عن السيئات فلا داعي للقنوط واللجاج في المعصية والقنوط من رحمة الله جريمة كبرى لا يساويها جريمة.
(وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكافِرُونَ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ (٢٦) وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما يَشاءُ إِنَّهُ بِعِبادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ (٢٧) وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (٢٨) وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ وَهُوَ عَلى جَمْعِهِمْ إِذا يَشاءُ قَدِيرٌ (٢٩) وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ (٣٠))
البيان : (وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ) وهذا يصور نزارة ما في هذه الحياة الدنيا من أرزاق ـ مهما كثرت ـ بالقياس الى ما في الآخرة من فيض غزير. فالله تعالى يعلم عباده الذين خلقهم وركب طبائعهم. ومن ثم قدر أرزاقهم بحكمة وعناية. واستبق فيضه المبسوط لمن جحده ليزداد همّا وشقاء وطغيانا حتى يستحق العذاب الشديد. وعباده الصالحين لا يعطيهم من الدنيا الا ما يضطرون اليه.
وهذا يصور نزارة ما في هذه الحياة الدنيا. ومن ثم فقد جعل ارزاق المخلصين في طاعته محدودة مقدرة. واستبقى فيضه المبسوط الى الدار الباقية التي ليس لها حدود ولا قيود. (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا) وهذه لمسة اخرى كذلك تذكرهم بفضل الله تعالى على عباده في هذه الحياة (وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ) وهو النصير والكافل المحمود.
واللفظ القرآني المختار للمطر في هذه المناسبة (الغيث) يلقي ظل