الغوث والنجدة. وتلبية المضطر في الضيق والكربة. كما أن تعبيره عن آثار الغيث (وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ) لها وقع في القلوب الحية. كمشهد الغيث بعد الجفاف. وما من مشهد ينفض هموم القلب كهذا المشهد.
(وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) وهذه الآية الكونية. معروضة على الانظار قائمة تشهد بذاتها على ما جاء الوحي ليشهد به. وآية السموات والارض لا تحتمل جدلا فهي قاطعة في دلالتها على عظمة خالقها ومدبرها. فهي تخاطب الفطرة بلغتها. وما زالت على طبيعتها الاولى فانها تتلقى منطق هذا الكون تلقيا مباشرا. وتطمئن اليه. قبل ان تسمع عنه كلمة واحدة من خارجها (وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ) والحياة في هذه الارض وحدها آية أخرى وهي سر لم ينفذ الى طبيعته احد.
هذه الاحياء المبثوثة في كل مكان. فوق سطح الارض وفي ثناياها وفي اعماق البحار التي لا يعلم الانسان عنها الا النزر القليل. وبنو الانسان يعجزهم ان جمعوا سربا من الطير. (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) وهنا يتجلى عدل الله وتتجلى رحمته بهذا الانسان الضعيف فكل مصيبة تصيبه فسببها منه. وكل فضل ونعمة فهي من فضل ربه.(وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ) وهنا يتجلى ضعف هذا الانسان. فما هو وما له من دون الله من ولي ولا نصير. فأين تذهبون. واني تؤفكون. ولماذا تتجبرون وانتم الاضعفون افلا تعقلون.
(وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (٣١) وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ (٣٢) إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (٣٣) أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ (٣٤) وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (٣٥))
البيان : السفن الجواري في البحر فهي آية حاضرة مشهودة. وهذا البحر من أنشأه غير الله القوي القدير. وهذه السفن من انشأ