مادتها. واودعها خصائص لا تحصى غير الله.
(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) في اجرائها وفي ركودها آيات لكل عاقل يلزمه عقله باداء شكر خالقه المنعم العظيم. والصبر على الامتحان ونوائب الزمان. والشكر على نعم الله التي لا تحصى. وهما قوام بقاء النعم ورجوعها عند ذهابا. وارتياح النفس والضمير. (وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ) وهكذا يشعر ضعفهم وافتقارهم اليه.
(فَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٣٦) وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ وَإِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (٣٧) وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (٣٨) وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (٣٩) وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (٤٠))
البيان : لقد سبق في السورة ان صور القرآن حالة البشرية. وهو يشير الى أن الذين أوتوا الكتاب تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم العلم. وكان تفرقهم بغيا بينهم لا جهلا بما نزل الله تعالى لهم من الكتاب. ويشير الى ارتيابهم (بل هم في شك منه مريب).
فاذا كان هذا حال أهل الاديان وأتباع الرسل ينحرفون عن الحق ويتبعون الباطل بعد الرسل. فما حال اولئك الذين لا يتبعون رسولا ولا يؤمنون بكتاب فهم أضل وأعمى.
ومن ثم كانت البشرية في حاجة ماسّة الى قيادة معصومة عن كل خطأ وانحراف تبقى محافظة على الشريعة الالهية. وممثلة لما يريد الله عزوجل وهذا المعنى.
وهو الذي ينطبق على مذهب الشيعة الجعفرية الاسلامية حيث انها