تعتقد ان الله تعالى قد عين للامة الاسلامية اثني عشر اماما معصوما عن كل خطأ وانحراف وكل امام افضل أهل زمانه عالم بكل ما يسأل عنه عن رسول الله ص وآله عن جبرائيل (ع) عن الله عزوجل اولهم امير المؤمنين وأمام المتقين علي بن ابي طالب (ع) واخراهم حفيده الحجة المنتظر الذي سيظهره الله. ويملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.
(وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقى) خير في ذاته. وابقى في مدته. فمتاع الدنيا زهيد حين يقاس الى ما عند الله. ومحدود حين يقاس الى الفيض المنصب بغير حساب ومتاع الدنيا معدود الايام. وهو بالقياس الى ايام الآخرة لحظة عين أو أقل من ذلك. وقيمة الايمان ـ للذين آمنوا ـ انها معرفة بالحقيقة الاولى التي لا تقوم في النفس البشرية معرفة صحيحة لشيء في هذا الوجود الا عن طريقها. فمن طريق الايمان بالله تعالى ينشأ ادراك لحقيقة هذا الوجود وانه صنع الله عزوجل.
وقيمة الايمان كذلك الطمأنينة النفسية. والثقة بصحة الطريق وانه الموصل يقينا الى رضا الله والجنة. وهل هناك سعادة ولذة غير هذا في الحياة. ويلزم استحالة دنو الخوف والقلق والحيرة ـ التي اكبر الامراض نفسية ـ لمن احرز ذلك الرضا. وذلك النعيم الخالد الذي لا نفاد له.
وقيمة الايمان الصحيح هو التجرد من الهوى والغرض. والصالح الشخصي. وتحقيق المغانم. اذ يصبح متعلقا بهدف ابدي من ذاته. ويحسّ ان ليس من الامر شيء.
انما هي العبودية التي زمامها بيد مولاها يقلبها ويديرها كما يشاء. لا كما تشاء وهذا الشعور الزم ما يكون لمن عرف الله فأوكل الامر اليه واهتم برضاه دون رضى سواه. ولقد آمنت العصبة الاولى من المسلمين ايمانا كاملا اثر في نفوسهم واخلاقهم وسلوكهم تأثيرا عجيبا. وكانت صورة الايمان في نفس البشرية قد تقلصت واذمحلت. حتى فقد تأثيرها