فتجف الارض ويهلك زوعها ونحن نرى هذه الواقعة العجيبة. ونعرف اليوم ضرورتها لانشاء الحياة واصلاحها.
والانشاء للاحياء مرة بعد مرة. فالذي أخرج الحياة في هذه الدنيا هو الذي يخرجها بعد موتها يوم الخروج والبعث بعد الموت. ثم هذه الانعام التي خلقها الله لهذا الانسان.
(وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها) والزوجية هي قاعدة الحياة كما تشير اليها هذه الاية. فجميع الاحياء أزواج. بل ان الزوجية قاعدة الكون وما فيه بكامله من سلب وايجاب. (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ) يذكر الناس بهذه الاشارة بنعمة الله عليهم في اصطفائهم بخلافة هذه الارض. وبما سخر لهم فيها من قوى وطاقات. ثم يوجههم الى اداء شكر النعم لتدوم عليهم. ولتبقى القلوب موصولة بخالقها العظيم :
(لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ). ثم لتذكروا انكم عائدون بعد مدتكم في الحياة الى ربكم والى حياة خالدة. اما في النعيم الذي ليس له مثيل في هذه الحياة. واما الى جحيم لا تطاق ولا تزول ولا تخفف مدى الآباد.
(وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ) هذا هو الادب الواجب في حق العبد لمولاه المنعم عليه والادب الاسلامي في هذا وثيق الصلة بتربية القلوب واحياء الضمائر. فليس هو مجرد طقوس تزاول. ولا مجرد عبارات تلفظ. انما هو استحياء للمشاعر لتحس بحقيقة الله عزوجل. وحقيقة الصلة بينه وبين عباده. وتشعر بان يد خالقها تحركها في جميع تقلباتها. فالواجب يدعوها ان لا تغفل عن مراقبة رضاه في كل أحوالها