(وجعلوا له من عباده جزا) ان هذا القرآن يحاصر هذه الاسطورة من كل جانب. ولا يبقى ثغرة مفتوحة حتى يأخذها عليهم ويواجههم بها في منطقهم وواقع حياتهم. كما يواجههم بصير الذين كذبوا الرسل ووقفوا مثل موقفهم.
فالملائكة عباد لله مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ويأتمرون. وكل خلق الله عباد له. وكلهم فقراء اليه. (إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ).
(أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ وَأَصْفاكُمْ بِالْبَنِينَ (١٦) وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (١٧) أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ (١٨) وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ (١٩) وَقالُوا لَوْ شاءَ الرَّحْمنُ ما عَبَدْناهُمْ ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (٢٠))
البيان : فاذا كان الله سبحانه متخذا أبناء فلماذا يتخذ البنات ويترك لهم البنين. ولماذا لا يختار الافضل والاشرف الذكور دون الاناث. ولكنه افتراء عليه.
(وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمنِ) انه يأخذهم في هذا بمنطقهم ويقبح ما نسبوه الى خالقهم العظيم. ثم يحاصرهم واسطورتهم من ناحية أخرى. فيقول عزوجل :
(وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً) اشهدوا خلقهم واختبروهم حتى تحقق لديهم انهم اناث. فالرؤية حجة ودليل وأنى لهم قدرة على ادعاء هذه الحجة.
(وَقالُوا لَوْ شاءَ الرَّحْمنُ ما عَبَدْناهُمْ) انهم يحاولون التهرب حين تحاصرهم الحجج وتتهافت اسطورتهم. فيحيلون على مشيئة الله.