فيزعمون أن الله راض بعبادتهم. وهذا القول احتيال على الحقيقة. التي أتمها الله عليهم حيث نهاهم عن كل ما يشركون به.
(أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ (٢١) بَلْ قالُوا إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ (٢٢) وَكَذلِكَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ (٢٣) قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آباءَكُمْ قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ (٢٤) فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (٢٥))
البيان : (أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً) يستندون اليه في دعواهم. هكذا يأخذ عليهم الطريق ويوحى اليهم أن العقائد لا يجوز أن تؤخذ الا بأدلة عقلية قاطعة. فلا يجوز فيها اتباع الآباء والعلماء. مهما كان شكلهم. وعند هذا الحد يكشف عن اتباعهم للباطل :
(بَلْ قالُوا إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ) انها قولة واهنة تدعو الى السخرية. ولا تستند الى قوة. انه تقليد بغير تدبر ولا تفكير. وهو صورة مزرية. تشبه صورة القطيع الذي يتبع صاحبه ولا يدري اين يوديه.
والاسلام رسالة التحرر الفكري. والانطلاق الشعوري. يسخر من التقليد في العقائد فلا بد من سند وحجة عقلية ودليل قاطع يحصل بتدبر وتفكير. باختيار ويقين.
(ولذلك (ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها ..) هذه المقالة. وهكذا يتجلى أن طبيعة المعرضين عن الحق والهدى واحدة في كل مكان وزمان مكرورة ثم لا يكون حظهم من العناد والتكذيب الا التدمير والتنكيل ونهاية أمرهم الى الجحيم.
وهذا مصير ذلك الصنف من الناس يعرضه عليهم لعلهم يتعظون ويعتبرون.