بلحظات قليلة. ويرثه قوم آخرون كانوا لهم مستعبدين خادمين.
(كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها بَنِي إِسْرائِيلَ) لقد ذهب الطغاة الذين كانوا ملء الأعين والنفوس في هذه الارض. لقد ذهبوا فلم ييأس على ذهابهم أحد. ولم تشعر بهم سماء ولا أرض. ولم ينظروا أو يؤجلوا عند ما أحاط بهم الانتقام. ومن يقدر على نصرهم وخالقهم المنتقم الجبار منهم.(فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ) فهؤلاء الطغاة المتعالون قد هلكوا وأصبحوا عبرة لأولي الالباب.
ولو كان لدى الجبارين في كل زمان احساس لأدركوا هوانهم وعرفوا أن تجبرهم على خالقهم يسبب تدميرهم. ولأدركوا انهم يعيشون في هذه اللحظات القليلة عيشة نكدة ثم يهلكون.
(وَلَقَدْ نَجَّيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مِنَ الْعَذابِ الْمُهِينِ (٣٠) مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كانَ عالِياً مِنَ الْمُسْرِفِينَ (٣١) وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ عَلى عِلْمٍ عَلَى الْعالَمِينَ (٣٢) وَآتَيْناهُمْ مِنَ الْآياتِ ما فِيهِ بَلؤُا مُبِينٌ (٣٣) إِنَّ هؤُلاءِ لَيَقُولُونَ (٣٤) إِنْ هِيَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ (٣٥) فَأْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٣٦) أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْناهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ (٣٧) وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ (٣٨) ما خَلَقْناهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٣٩) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (٤٠))
البيان : يذكر هنا نجاة بني اسرائيل من العذاب المهين في مقابل الهوان الذي أذاقوه.
(وَآتَيْناهُمْ مِنَ الْآياتِ ما فِيهِ بَلؤُا مُبِينٌ) فقد تعرضوا للاختبار بهذه الآيات التي آتاهم الله اياها للابتلاء. حتى اذا تم امتحانهم وانقضت فترة استخلافهم أخذهم الله كما أخذ من قبلهم لانهم انحرفوا عن جادة الحق وطغوا كما طغى من كان يستعبدهم (قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ).
(إِنَّ هؤُلاءِ لَيَقُولُونَ. إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولى) ان هؤلاء المشركين