إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير البيان الصافي لكلام الله الوافي [ ج ٤ ]

تفسير البيان الصافي لكلام الله الوافي

تفسير البيان الصافي لكلام الله الوافي [ ج ٤ ]

تحمیل

تفسير البيان الصافي لكلام الله الوافي [ ج ٤ ]

312/560
*

حقيقة هذا القرآن انه هدى مصفّى لا يشوبه ضلال ولا باطل. ولا نقص ولا عيب. فالذين كفروا بعد ذلك بالايات. وهذه حقيقتها يستحقون اشد العذاب. فالرجز هو العذاب الشديد. والعذاب الذي يهددون به هو عذاب من رجز اليم. يليق بمن يكفر بالهدى والحق المبين.

(اللهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٢) وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (١٣) قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (١٤) مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (١٥))

البيان : ان هذا المخلوق الصغير .. الانسان .. يحظى من رعاية الله عزوجل. بالقسط الوافر الذي يتيح له ان يسخر الخلائق الكونية الهائللة. وينتفع بها على شتى الوجوه وذلك بالاهتداء الى طرف من سر الناموس الالهي الذي يحكمها. والذي تسير وفقه ولا تعصاه. ولو لا هذا الاهتداء الى طرف السر لما استطاع الانسان بقوته الهزيلة المحدودة ان ينتفع بشيء من قوى الكون الهائلة. بل لما استطاع ان يعيش معها كالطفل الصغير. وهي هذه الجبارة من القوى والطاقات والاجرام.

والبحر أحد هذه الجبابرة الضخام التي سخرها الله تعالى للانسان. فهداه لذلك سخر الله البحر للانسان والفلك ليبتغي من فضل الله. وليتجه الى شكره وتفضله.(وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) وهو يوجه القلب بهذا القرآن الى الوفاء بهذا الحق اللازم. عقلا وشرعا. ومن تخصيص البحر بالذكر الى التعيم الدال على وحدة خالقه العظيم (وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ) فكل شيء في هذا الوجود منه صدر واليه يعود. وهو منشئه ومدبره. وهو مسخره ومذلله. وهذا المخلوق الصغير