القصيرة القاصرة. جيل يموت وجيل يحيا. والدهر ينطوي. فاذا هم أموات الى جهنم وحريقها.
وهي نظرة سطحية لا تتجاوز المظاهر. ولا تبحث عما وراءها من اسرار وآثار. ولم يفكروا من أين جاءت اليهم الحياة. واذا جاءت فمن ذا يذهب بها عنهم قهرا عن ارادتهم والمشاهد أن الموت يسطو على الكبير والصغير. والقوي والضعيف على حد سواء.
(وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ) وهذه كتلك تدل على نظرة سطحية لا تدرك نواميس الخلق. وحكمة الخالق العظيم فيها. وسر الحياة والموت الكامن وراءها. المتعلق بتلك الحكمة الالهية العميقة. فالناس يحيون في هذه الارض ليعطوا فرصة للعمل وليختبرهم خالقهم ويعطيهم فرصة للعمل ليرتفعوا من درجة الحيوانية الى درجة الملائكة المقربين وما يزيد ان هم أطاعوا خالقهم واستعملوا عقولهم ونبذوا هواهم وتعصبهم.
ومن ثم فهم لا يعودون اذا ماتوا لان الجزاء للمجرمين. والمكافأة للمطيعين المحسنين سيكون في دار الدوام والخلود. فاما نعيم لا مثيل له واما عذاب لا مثيل له.
(قُلِ اللهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٢٦) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ (٢٧) وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٢٨) هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٢٩) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (٣٠))
البيان : هذه هي المعجزة التي يريدون ان يشهدوها في آبائهم. ها هي ذي تقع امام أعينهم بعينها وبذاتها. والله هو الذي يحيي. ثم