البيان : لقد افتتح الله عزوجل هذه السورة بمثل الهجوم بلا مقدمة ولا تمهيد. لما واجه به الكافرين من فساد أعمالهم وبطلانها. فاذا هذه الاعمال شاردة ضالة. واذا هم لهم عذاب شديد. وخسران كبير في الدنيا والاخرة. وخاب ظنهم من أعمالهم الضالة.
(الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) قد قبلت أعمالهم ونفعتهم عند الشدة والحاجة. وهذه ثمرة الايمان بالله ورسوله ص وآله والعمل النافع في الدنيا والاخرة. وقد عفى الله عنهم وكفر عنهم سيئاتهم التي فعلوها في أيام جهلهم لخالقهم وعصيانهم له.
(وَأَصْلَحَ بالَهُمْ) بما أفاض عليهم النعمة والرحمة. والهداية والعناية.
(ذلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْباطِلَ. وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ).
والاتباع الباطل معناه تدهور وتسافل ومصائب وبلايا. واتباع الحق معناه ارتفاع وصعود. وعافية وسلامة وأمن وأمان من كل ما يخشاه الانسان في هذا الزمان.
(كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ لِلنَّاسِ أَمْثالَهُمْ) ان الله عزوجل من شفقته على عباده يضرب لهم الامثال والعبر بما أصاب السابقين حين عصوه وانحرفوا عن خطه لعلهم يتعظون ويعتبرون فيطيعوه ويستقيموا على منهاجه ونظامه فيسعدوا في الدنيا والاخرة. فيعيشوا في هذا الحياة عيشة الاخيار. وينتقلوا لمرافقة الابرار.
(فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ) واللقاء المقصود هو لقاء الحرب واعتداء الكافرين على المؤمنين. وهنا يلزم الشدة عليهم لعلهم ينتهون ويؤمنون. فيسعدوا كما سعد من آمن قبلهم. فغاية الاسلام