سعادة البشر المنحصرة بالايمان بخالقهم العظيم. حتى يفيض عليهم من رحمته. ويغفر لهم ما سلف من خطاياهم.
(حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ) وهنا يحسن العفو والرحمة لمن أذعن وسلم والقتل لمن بقي على كفره وعناده ومعاندته لله ولرسوله وللحق المبين.(ذلك ولو يشاء الله لا تنصر منهم) ان الذين كفروا بالحق لما جاءهم من خالقهم هم الطغاة والبغاة. والمفسدون في الارض بغير الحق. فعقابهم صلاح للناس.
(وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ) فانهم فازوا بالشهادة ونالوا المراتب العالية. وقفزوا الى جنات النعيم (سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بالَهُمْ).
فالله ربهم الذي قتلوا في سبيله. يظل يتعهدهم بالهداية. ويتعهدهم باصلاح بالهم. وتصفية الروح من بقية شوائب الارض. فهي حياة مستمرة في طريقها لم تنقطع الا فيما يرى أهل الارض المحجوبون. وهي حياة يتعهدها الله ربها في الملأ الاعلى ويزيدها هدى.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (٧) وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (٨) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (٩) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا (١٠) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ (١١) إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ (١٢))
البيان : كيف ينصر الله المؤمنين بدون أن ينصروا الله ويحققوا الشرط الذي جعله سببا لنصره لهم. ان لله في نفوسهم عهدا لا بد من تحقيقه. وهو التجرد له وحده. وألا يشركوا معه أحدا ظاهرا وباطنا.