وان يكون الله أحب اليهم من ذاتهم ومن كل ما تحب وتهوى انفسهم. وان تحكم هذه الامة في رغباتها ونزواتها وحركاتها وسكناتها. وسرها وعلانيتها. ونشاطها كله بما يقربها الى خالقها العظيم. وان لله شريعة ومنهاجا للحياة. تقوم على قواعد وموازين وقيم وتصور خاص للوجود كله وللحياة. ونصر الله يتحقق بنصرة شريعته ومنهاجه. ومحاولة تحكيمها في الحياة كلها بدون استثناء.
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ) وذلك عكس النصر وتثبيت الاقدام. فالدعاء عليهم بالتعس قضاء من الله تعالى بالتعاسة والخيبة والخذلان وضياع الاعمال.
(ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ) وهو تصوير لما يكتمون في قلوبهم من الكراهية لما أنزل الله من قرآن وشريعة. وهذا هو الذي يدفع بهم الى الكفر والعناد.
(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) وهي لفتة عنيفة. مروعة. فيها ضجة وهول. وفيها مشهد للذين من قبلهم. دمر الله عليهم كل ما حولهم. فاذا هم انقاض متراكمة. واذا هم تحت تلك الانقاض.
وعلى مشهد التدمير والتحطيم والردم يلوح للحاضرين من الكافرين. ولكل من يتصف بهذه الصفة. بان ذلك ينتظرهم. وسيجري عليهم ما جرى على من سبقهم بعد قليل.
(ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ) ومن كان الله مولاه وناصره وحسبه. ففيه الكفاية والاستغناء ... ومن لم يكن الله وليه ومولاه فهو يحيط به الخوف والبلاء من كل جانب. وهو ضائع عاجز. ولو تجمعت له كل اسباب الحماية والوقاية. ولو اتخذ