الملتف. واصحاب الايكة ـ في الغالب ـ هم قوم شعيب. اما اصحاب الرس فلا بيان عنهم وكذلك قوم تبع. وتبع لقب لملوك حمير.
وواضح ان الغرض من هذه الاشارة السريعة ليس تفصيل امر هذه الاقوام. ولكنه ايقاع على القلوب لينبه الغافلين. ويضيء قلوب المتقين ويلقي الحجة على المعاندين بمصارع الغابرين.
(كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ) وهذه لفتة مقصودة لتقرير وحدة العقيدة ووحدة الرسالة. فكل من كذب برسول فقد كذب بجميع الرسل لأنه كذب الرسالة الالهية التي جاء بها جميع المرسلين. والرسل أخوة. وامة واحدة. ومن شجرة واحدة من مسّ فرعا منها فقد مسّها بكاملها.
(أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ) الخلق شاهد حاضر فلا حاجة الى جواب. والخلق الاول مشهود وهو اصعب واكبر من خلق جديد. لأنه ابداع من لا شيء وهو اعظم. (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ) أن الله تعالى يشير الى المقتضى لوجود هذا النوع من البشر. فصانع الآلة أدرى بتركيبها واسرارها. مع ان الصانع جمع مواد موجودة لا غير فصيرها الة والله هو الذي خلق الاشياء وخلق موادها. ولم يكن لها وجود ولا أثر في الوجود. (نَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ) هكذا يجب على الانسان ان يعلم يقينا ان دواخله وخفاياه مكشوفة لمدى خالقه العظيم. وانه لم يزل مفتقرا اليه في كل حركة يتحركها.
(وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) الوريد الذي يجري فيه دمه. وهو تعبير يمثل ويصور القبضة المالكة. والرقابة المباشرة. وحين يتصور الانسان هذه الحقيقة. لا بد ان يرتعش قلبه. وتحاسبه نفسه وانها وحدة كافية ليعيش بها الانسان في حذر دائم. وخشية دائمة. ويقظة لا تغفل عن المحاسبة. والقرآن المجيد يستطرد في احكام الرقابة