(فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ) فمهما قالوا انما يقولون بدافع الجهل والعصبية وذكر الله والصلاة له في هذه الاوقات. مفتقر اليه واليها كل مخلوق لانه غذاء لروحه الحية.
(وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (٤١) يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (٤٢) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ (٤٣) يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً ذلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنا يَسِيرٌ (٤٤) نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ (٤٥))
البيان : انه لمشهد مثير. لذلك اليوم العسير. ولقد عبر عنه اول مرة في صورة اخرى ومشهد آخر في قوله (ونفخ في الصور ففزع من في السماوات فى الارض) اما هنا فعبر عن النفخة بالصيحة. وصور مشهد الخروج. ومشهد تشقق الارض عنهم سراعا. هذه الخلائق التي لا يعلم عددها الا خالقها التي غبرت في تاريخ الحياة كلها. الان تشقق الارض عنهم ويخرجون من الارض سراعا بعجل كما قال المعري : ـ
رب قبر قد صار قبرا مرارا |
|
ضاحك من تزاحم الاضداد |
ودفين على بقايا دفين |
|
في طويل الاجال والاماد |
هذا المشهد الثائر يقرر الحقيقة التي فيها يحاسبون (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ) وفي هذا المشهد يتوجه الى الرسول ص وآله بالتثبيت تجاه جدلهم وتكذيبهم في هذه الحقيقة الواضحة المشهودة بعين الضمير (نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ) فالامر في هذا ليس اليك انما هو لنا نحن. نحن عليهم رقباء وبهم موكلون ولهم محاسبون (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ) والقرآن يهزّ القلوب ويزلزلها. واذا تزلزلت انتعشت وانتبهت.