لا يخفى عليه شيء (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ) ان المشهد كله حوار فتعرض جهنم فيه في معرض الحوار. وبهذا السؤال والجواب يتجلى مشهد عجيب رهيب. ثم تنادي (هَلْ مِنْ مَزِيدٍ)
(وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (٣١) هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (٣٢) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (٣٣) ادْخُلُوها بِسَلامٍ ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (٣٤) لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَلَدَيْنا مَزِيدٌ (٣٥)
وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ (٣٦) إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (٣٧) وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ (٣٨) فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (٣٩) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبارَ السُّجُودِ (٤٠))
البيان : يأتي التكريم في كلمة لأهل الايمان والتقوى. وفي كل حركة واشارة (هذا ما تُوعَدُونَ) فالجنة تقرب وتزلف. فلا تكليف ولا مشقة. بل هي التي تجيىء (غير بعيد) ونعيم الرضى يتلقاهم مع الجنة (هذا ما تُوعَدُونَ) من الملأ الأعلى. وهم يخشون ربهم بالغيب. ثم يؤذن لهم بالدخول بسلام (لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها) (وَلَدَيْنا مَزِيدٌ) من المقام الرفيع بجوار محمد وآله الطاهرين. (وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ) الحقيقة التي يشير اليها هي هي. ولكنها في صورتها الجديدة ف (هَلْ مِنْ مَحِيصٍ) الملك كله لله. فأين يهرب المجرمون. والحاكم محيط بهم أينما كانوا (إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ) ان في مصارع الغابرين لذكرى لاولى الالباب. وانه للحق من ربكم ووعد غير مكذوب.
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما) انما يفرق بين الكبير والصغير والحقير والجليل. من هو محدود القدرة. المختص بالمخلوقين ولكن الله تعالى حسبه ان يريد ايجاد شيء فيوجد في لحظة او اقل (كُنْ فَيَكُونُ).