(أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى) فالغيب مختص بالله تعالى لا يراه احد سواه. فلا يعلم الانسان ما يكسب غدا وما سيكون غدا. فهو يعيش بليله ونهاره حذرا وجلا.
(أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى) وهذا الدين من القديم الى الحديث هو دين الله تعالى لم يتغير ولم يتبدل. فدينه واحد ورسله يدعون كلهم لدين واحد واله واحد.
(أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) فلا تحمل نفس الا ما جنت وفعلت وحملته على ظهرها. من صالح او طالح. من خير أو شر. من صلاح أو فساد. (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى). (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ. وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ). فلا يضيع شيء من العمل والسعي.
(وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى) فلا طريق الا الطريق التي توصل كل مخلوق الى خالقه. فلا ملجأ الا اليه.
(وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى (٤٢) وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى (٤٣) وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا (٤٤) وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (٤٥) مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى (٤٦) وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى (٤٧) وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى (٤٨) وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى (٤٩) وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى (٥٠) وَثَمُودَ فَما أَبْقى (٥١) وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغى (٥٢) وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى (٥٣) فَغَشَّاها ما غَشَّى (٥٤) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى (٥٥) هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى (٥٦) أَزِفَتِ الْآزِفَةُ (٥٧) لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللهِ كاشِفَةٌ (٥٨) أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (٥٩) وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ (٦٠) وَأَنْتُمْ سامِدُونَ (٦١) فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا (٦٢))
البيان : تحت هذا النص تكمن حقائق كثيرة. ومن خلاله تنبعث صور مثيرة فقد أودع الخالق العظيم. هذا المخلوق العظيم أسرارا وآثارا عجيبة. يضحك لهذا. ويبكي لهذا. وقد يضحك غدا لما