هو التهديد الشديد لهؤلاء المتنمردين عليه المتعدين لحدوده. والنابذين لقانونه. والمكذبين لانبيائه واوصيائه.
وفي هذا الهول الشديد. والتهديد المرعب. يسأل الثقلين المرهوبين ويذكرهم (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) ثم يمضي في تحديهم المرعب. يتحداهما ان يهربوا من بين يديه الان في اقطار السماء والارض ان استطاعوا الهرب والنجاة مما سينزل بهم من العذاب.
(يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا) هيهات وانّى لهم الهروب والنجاة. ولله ملك السموات والارض وهو معهم اينما كانوا. ولكنه التهديد يستمر ويزيد بلواهم. بما يصف لهم ما سينزل بهم من النكال والعقاب (يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ. وَنُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ) (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) انها صورة من الهول فوق ما هو مآلوف البشر ـ وفوق مألوف كل مخلوق ـ وفوق تصور العقول. (فذرني والمكذبين أولى النعمة) (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُوداً)
(فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ) يا لهول هذا الانشقاق. فما ذا سيكون حال هؤلاء الضعفاء. فلا تكذيب عندئذ ولا نكران (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ)
(فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ) انه موقف الشهود الذي يستحيل تكذيبهم او اتهامهم انهم الجوارح اللسان يشهد بما تكلم. والعين تشهد بما رأت. والاذن تشهد بما سمعت. واليد تشهد بما اخذت واعطت. والرجل تشهد بما سعت ومشت. والفم يشهد بما اكلل وبلع والقلب يشهد بما اضمر وكتم. والعقل يشهد بما فكر وقرر. فأين الفرار والمهرب. وكيف يستطيع الانسان ان يهرب او يفر من جواره التي بها يتحرك. فالهول شديد. والحاكم خبير بصير. والميزان عادل لا يحيف ولا ينقص والكتاب يحتوي كلما فعل وعمل. والتفزيون يأخذ