لا لذنب فعلوه. بل لايمانهم بالله ورسوله ص وآله واتباع الحق عند تحققه.
(وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ) فلم يعرف التاريخ البشري كله حادثا جماعيا. كحادث استقبال الانصار للمهاجرين. بالحب لهم والبذل بكل ما يملكون ومقاسمتهم لاموالهم.
حتى قيل انه لم ينزل مهاجري في دار انصاري الا بالقرعة. لشدة المزاحمة على تلقيهم لان عدد الراغبين في الايواء اكثر من عدد المهاجرين (وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا).
(وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ) والايثار على النفس مع الحاجة قمة عليا. وقد بلغ اليها الانصار بما لم تشهد البشرية له نظيرا.
(وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ ...) وهذه صورة ثالثة نظيفة رضية واعية. وهي تبرز أهم ملامح التابعين. كما تبرز أخص خصائص الامة المسلمة على الاطلاق في جميع الاوطان والازمان.
وتتجلى من وراء تلك النصوص طبيعة هذه الامة المسلمة وصورتها الوضيئة في هذا الوجود انها صورة باهرة تمثل حقيقة قائمة. كما تمثل ارفع وأكرم مثال للبشرية يتصوره قلب عظيم.
(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ) هذه هي قافلة الايمان. وهذا هو دعاء الايمان. وانها لقافلة كريمة. وانه لدعاء كريم ، وانهم لعباد مكرمون لرب كريم.
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (١١) لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ (١٢) لَأَنْتُمْ أَشَدُّ