رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ (١٣) لا يُقاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلاَّ فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ (١٤) كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيباً ذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (١٥))
البيان : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نافَقُوا) انها حكاية قالها المنافقون ليهود بني النضير. في غزوة الاحزاب حتى نكثوا عهدهم مع رسول الله ص وآله. ثم لم يفوا وخذلوهم. حتى أتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب. ولكن في كل جملة قرآنية لفتة تقرر حقيقة. وتمس قلبا. وتبعث انفعالا. واول لفتة هي تقرير القرابة بين المنافقين والكافرين.
(يَقُولُونَ لِإِخْوانِهِمُ) فأهل الكتاب الكفار. والمنافقون اخوان ولو تغطّوا برداء الاسلام. ثم يقرر حقيقة قائمة في نفوس المنافقين واخوانهم الكفرة الفجرة. (لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللهِ) ولو انهم كانوا يعرفون لما كانت رهبة المخلوق أعظم من رهبة الخالق في قلوبهم.(فالعزة لله جميعا) وكل قوى في الكون خاضعة لأمره (وما من دابة في الارض الا هو آخذ بناصيتها).
(لا يُقاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ) والقرآن المجيد يقر هذه الحقيقة في قلوب المؤمنين. ليهون فيها من شأن أعدائهم. ويرفع منها هيبة هؤلاء الاعداء ورهبتهم. فهو ايحاء قائم على حقيقة. وتعبئة روحية. ترتكن الى حق ثابت. ومتى أخذ المسلمون قرآنهم مأخذ الجد هان عليهم أمر عدوهم وعدو الله. واتحدت قلوبهم في صف واحد. فلم تقف لها قوة في الحياة.
(كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيباً ذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ) وذلك في وقعة بني قنيقاع كانت بعد غزوة بدر وقبل غزوة أحد. وكان بينهم وبين