الدين على الدين كله. وارغم اعداءه ان يتلوه بكرة وعشيا. في اذاعاتهم العامة حتى لم يبق مخلوق الا وقد قامت عليه المحجة الكبرى في بيان الحق.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (١٠) تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١١) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٢) وَأُخْرى تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (١٣) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ (١٤))
البيان : يبدأ بالنداء باسم الايمان. ثم يسألهم ويشوقهم (هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ) فتشرق في قلوبهم عند سماع شطر الجواب. (تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ) ثم يأتي الموضوع الرئيسي الذي تعالجه السورة (وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ) وقد كرر النداء.
فقد علم الله عزوجل ان النفس البشرية في حاجة الى هذا التكرار وهذا التنويع. وهذه الموصيات لتنهض بهذا التكليف الشاق الضروري الذي لا مفر منه لاقامة هذا المنهج وحراسته في خلافة هذا الانسان في هذه الحياة الوقتية. (ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ).
وهنا علم الحقيقة ـ خالق البشر كيف يقود البشر الى الخير الاكيد ففصل هذا الخير (يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) وهذه وحدها تكفي. فمن ذا الذي يضمن الغفران غير الرحيم الرحمان.
(وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) وانها لأربح تجارة ـ قيمة ودواما ـ ان يجاهد المؤمن في حياته القصيرة ـ حتى يبدلها ـ بعوض لا مثيل له تلك جنات تجري من تحتها الانهار.