انما سمى كل من يقرأ أميا. وقيل لجوارهم للكعبة المشرفة ومكة التي تسمى أم القرى وقد اشتهر ذلك كثيرا.
(ويزكيهم) وانها للتزكية. وانها للتطهير ذلك الذي كان يأخذهم به الرسول ص وآله. (وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) انها ضلالة جاهلية. التي وصفها جعفر الطيار (ع) لملك الحبشة عند ما ارسلت قريش تسترد من هاجر الى الحبش فسأله الملك فقال له جعفر (ع) : (ايها الملك :كنا قوما أهل جاهلية. نعبد الاصنام ونأكل الميتة. ونأتي الفواحش. ونقطع الارحام. ونسيىء الجوار. ويأكل القوي الضعيف. وكنا كذلك حتى بعث الله الينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وامانته وعفافه. فدعانا الى الله لنوحده ولنعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الاحجار والأوثان. وأمرنا بالصدق والأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن الظلم والعدوان. وأكل الحرام. بجميع انواعه. ونهانا عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن. وأمرنا أن نعبد الله لا شريك له وامرنا بالصلاة والزكاة والصيام وكل ما هو حسن ونافع. ونهانا عن كل ما هو قبيح ومضر.
فقد ظلمنا قومنا لا تباعه وتصديقه وآذونا فهاجرنا اليك لعلمنا بعدلك فلحقنا هؤلاء يريدون اخذنا وتعذيبنا بدون ان يكون لهم علينا ادنى حق يطالبون به. فلم سمع النجاشي ما قاله جعفر بن ابي طالب شتم عمرو بن العاص ورفقاءه وردهم خائبين وزاد في كرامة جعفر واصحابه ولم يزالوا عنده حتى فتح الله خيبر فرجعوا الى المدينة وقد اسلم النجاشي وسافر الى النبي بعد سفرهم ولكنه أدركه الموت في الطريق ..
(وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ) يعني بقية من بقى لم يهاجر من مكة الى المدينة.