للبشر بأن جعلها صالحة للحياة والمنافع التي يحتاجها الانسان في حياته.
(أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ) البشر الذين يعيشون على ظهر الارض الذلول ويعيشون من خيراتها. يعرفون كيف تكون ذلولا سهلة خصبة صالحة لكل ما يغرس فيها.
(وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ). ولقد انكر الله ممن كذبوا قبلهم (فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ). وهم يعلمون كيف كان مسيرهم. فقد كانت آثار الدمار والخراب تصف لهم كيف كان هذا النكير والعاقبة.
(أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ) وهذه خارقة تقع في كل لحظة. تنسينا بوقوعها المتكرر ما تشي به من القدرة والعظمة. ولكن تأمل هذا الطير. وهو يصف جناحيه ويفردهما. يسبح فيه هذا الهواء في يسر وسهولة. تأمل هذا المشهد فهو متعة فوق ما هو مثار التفكير. وتدبر في صنع الله البديع. الذي يتعانق فيه الكمال والجمال.
(أَمَّنْ هذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ) وقد خوفهم الخسف وخوفهم الحاصب. وذكرهم مصائر الغابرين الذين أنكر الله عليهم فأصابهم التدمير. ثم يعود ليسألهم : من هو الذي ينصرهم ويحميهم من الله. غير الله. (إِنِ الْكافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ) غرور يهيء لهم انهم في أمن وفي حماية. وهم يتعرضون لغضب الرحمان. بلا شفاعة لهم من ايمان. ولا عمل فيه الرحمة.
(أَمَّنْ هذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ) ورزق البشر كله ـ كما سلف ـ معقود بارادة الله في أول أسبابه. في تصميم هذا الكون. وفي كل حركة متحرك في هذا الكون.
(بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ) والتعبير يرسم خدا مصغرا. بعد تقريره لحقيقة الرزق وانهم عيال على خالقهم العظيم. وأقبح العتو ما يقع من العيال في مواجهة كافلهم ورازقهم.