(أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٢٢) قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ (٢٣) قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٢٤) وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٥) قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٢٦) فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (٢٧) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنا فَمَنْ يُجِيرُ الْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (٢٨) قُلْ هُوَ الرَّحْمنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢٩) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ (٣٠))
البيان : ان حياة الايمان هي اليسر والاستقامة والقصد. وحياة الكفر هي العسر. فأيهما أهدى. وهل الامر في حاجة الى التردد في الجواب. انما هو سؤال التقرير والايجاب. ويتوارى السؤال والجواب ليتراءى للقلب هذا المشهد الحي الشاخص المتحرك. مشهد جماعة يمشون على وجوههم. أو يتعثرون وينكبون على وجوههم. لا هدف لهم ولا طريق. وهناك مشهد جماعة اخرى تسير مرتفعة الهامات. مستقيمة الخطوات. في طريق مستقيم لهدف مرسوم. انه تجسم للحقائق. واطلاق الحياة في الصور الواقعية لكلا الفريقين.
(قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ) وهذه حقيقة واقعية بان الله تعالى هو الذي انشأ الانسان. حقيقة ليس لها معارض او جاحد الا عن الهوى.
فالانسان قد وجد بعد أن كان معدوما. ويستحيل أن يوجد من يدعي وجوده غير الله عزوجل. فلا بد ان يكون هناك من هو ارفع منه وأعلم واقدر منه قد أوجده. ولابد من الاعتراف بخالق عظيم قد أوجد هذا الانسان العظيم في جميع جهاته ونواحيه.
والقرآن يذكر هذه الحقيقة هنا ليذكر هذا الانسان ببعض ما تفضل به عليه خالقه العظيم. وما قابل الانسان به من العناية والمواهب التي لا تحصى (قليلا ما تشكرون).