ومنزلة فينا. وانا قد استنهيناك من ابن اخيك فلم تنهه عنا. وانا والله لا نصبر على هذا : فقد سفه احلامنا وشتم آباءنا. وعاب الهتنا. حتى ضاقت صدورنا. وزهقت ارواحنا. فاما تكفّه عنا او ننازله واياك. حتى يهلك احد الفريقين. ونحن ننتظر منك الجواب النهائي. فعظم ذلك على ابن طالب رضوان الله عليه. فبعث الى رسول الله ص وآله فقال له : يا ابن اخي ان قومك قد جاءوني فقالوا لي : كذا وكذا. فابق علي وعلى نفسك. ولا تحملني من الامر مالا أطيق. فظن رسول الله ص وآله. انه قد بدا لعمه فيه بداء. وانه خاذله. ومسلمه وانه قد ضعف عن نصرته والقيام في الدفاع عنه. وحين اذ قال قولته الخالدة.
فقال ص وآله له : (يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني. والقمر في شما لي. على ان اترك هذا الامر ما تركته حتى يظهره الله تعالى او اهلك دونه) ثم استعبر رسول الله ص وآله فبكى. ثم قام. فلما ولى ناداه ابو طالب رضوان الله عليه. فقال : أقبل يا ابن اخي. فاقبل عليه ص وآله فقال له : اذهب يا أبن أخي فقل ما أخببت. فو الله لا أسلمك لشيء ابدا ثم انشأ يقول (ع) :
والله لن يصلوا اليك بجمعهم |
|
حتى أوسد بالتراب دفينا |
فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة |
|
وابشر بذاك وقرّمنك عيونا |
ودعوتني وعلمت انك ناصحي |
|
ولقد صدقت وكنت ثم أمينا |
ولقد علمت بأن دين محمد |
|
من خير أديان البرية دينا |
ثم ازداد (ع) في التهديد والوعيد لقريش وعلى رأسهم ابو جهل العتي الخبيث فقال :
ألا ابلغ قريشا حيث حلت |
|
وكل سرائر منها غرور |
فاني والضوابح عاديات |
|
وما تتلو السفاسرة الشهور |