(وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ) وهذه من القوائم الاخلاقية التي يقيم الاسلام عليها نظام المجتمع ورعاية الامانات والعهود تبدو بان لها شأن عظيم. تبدأ من رعاية الامانة الكبرى التي عرضها الله على السموات والارض فأبين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان. وهي امانة العقيدة والامامة لعلي وابنائه المعصومين (ع).
ومن رعاية العهد : العهد الذي اخذه الله ورسوله يوم (غدير خم) في البيعة والامامة والخلافة لعلي (ع) وابنائه المعصومين (ع) في رجوعه من حجة الوداع. على مسمع مائة الف او ما يزيدون. والتي انكرها اهل السقيفة. ولم يحفظوها وسارعوا الى عقدة البيعة ورسول الله ص وآله لم يزل مسجى على فراشه لم يوارى جثمانه.
ومن رعاية العهد : العهد الذي اخذه الله تعالى على عباده في عالم الذرّ والذي فطر الناس عليه. ومن رعاية تلك الامانة وهذا العهد ينبثق رعاية سائر الامانات. والعهود في معاملات الارض. وقد شدد الاسلام في حفظ الامانة والعهد. وكرر واكد ليقيم المجتمع على أسس متينة من الخلق والثقة والطمأنينة. وجعل رعاية الامانة والعهد سمة النفس المؤمنة كما جعل خيانة الامانة واخلاف العهد سمة النفس المنافقة. والكافرة. وقد كرر ذلك في مواقع كثيرة في هذا القرآن المجيد حتى لا يدع مجال للشك او التردد (وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهاداتِهِمْ قائِمُونَ) وقد ناط الله باداء الشهادة حقوقا كثيرة وحدودا وقد شدد الله تعالى في القيام بالشهادة على واقعها بدون ادنى تقصير او انحراف.
فقال عزوجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَن تَعْدِلُوا وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (١٣٥)) سورة النساء ـ ١٣٥ ـ