فيول ويدبر. ولكن اليوم اذ تدعوه فالى جهنم الى الحريق والشوي في الجحيم. ولقد كان من قبل مشغولا. بالأهل والاموال. والملاهي والملذات. وقد زال عنه الجميع وبقيت التبعات والعذاب. (إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً) وصورة الانسان ـ عند خواء قلبه من الايمان ـ انها لصورة عجيبة. فانه يخيفه كل شيء ويؤلمه كل شيء كما يفرحه كل شيء يهواه.
(إِلَّا الْمُصَلِّينَ) والصلاة فوق انها ركن من اركان الاسلام وعلامة الايمان. هي وسيلة الاتصال بين الخالق والمخلوق. وهذا الاتصال ضروري لكل انسان وبدونها يصبح اخس من الحيوانات والديدان. فبهذا الاتصال يضييء قلب الانسان كما يضيء المصباح اذا اتصل بمادة الكهرباء. وبالانقطاع يظلم القلب كما يظلم المصباح اذا انقطعت عنه مادة الكهرباء. والصلاة التي لها هذا الامر هي صلاة المتقين التي تنهي صاحبها عن كل فحشاء ومنكر. ومن ثم كان التصديق بيوم القيامة. شطر الايمان. الذي يقوم عليه منهج الحياة في الاسلام.
(وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ) وهذه درجة اخرى وراء مجرد التصديق بيوم الدين. وهي درجة الرقابة التي لا تنقطع. ولا يجوز الاهمال لها طرفة عين. وكان رسول الله ص وآله ـ مع ما هو عليه من العصمة والطاهرة ـ دائما حذرا خائفا من الغفلة (إِنَّ عَذابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ) تحذير من الغفلة وترك المجال للهوى والشهوات في هذه الحياة المليئة بالاخطار والزلقات. فالويل لمن غفل واطلق لنفسه العنان. (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ) وهذه تعني الطاهرة للنفس والجماعة. فالاسلام يريد مجتمعا طاهرا نزيها. مجتمعا يقوم على اساس ظاهرة الأسرة. المقيدة باحكام الشرع المقدس. (فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ) وبذلك يغلق الباب في وجه كل قذارة. جنسية. وشهوة بهيمية. في أية صورة غير هاتين الصورتين الصريحتين.