كافرا. ولكن من اخذ دينه من كتاب الله وسنة رسوله ص وآله زالت الجبال ولم يزل) يعني أهل بيته (ع).
(وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً) وهذه الوقائع التي حكاها القرآن المجيد. عن الجن من قولهم. توحى بأنهم قبل الاسلام كانوا يسترقون السمع من السماء ومما يدور فيه بين الملائكة عن شؤون الخلائق في الارض مما يكلفون قضاءه تنفيذا لمشيئة الله تعالى. ثم يوحون بما التقطوه لاوليائهم من الكهان والعرافيين ليقوم هؤلاء بفتنة الناس وفق خطة ابليس. على ايدي هؤلاء الكهان والعرافين وحين بزوغ الاسلام حجبوا عن ذلك.
(وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً (١١) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً (١٢) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً (١٣) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً (١٤) وَأَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً (١٥) وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً (١٦) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً (١٧) وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً (١٨) وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً (١٩) قُلْ إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً (٢٠))
البيان : هذا التقرير من الجن بأن منهم صالحين. وغير صالحين مسلمين وقاسطين. يفيد ازدواج طبيعة الجن واستعدادهم للخير والشر كالبشر ـ الا من تمخض للشر منهم. وهو ابليس وقبيله ـ وهذا تقرير ذو أهمية بالغة في تصحيح تصورنا العام عن هذا الخلق فاغلب الناس حتى الدارسين الفاهمين. على اعتقاد ان الجن يمثلون الشر دائما .. وان البشر وحده مزدوجة الطبيعة التي تأهله للخير والشر. وهذا الاعتقاد جهل وغلط.