(وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً (١١) إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالاً وَجَحِيماً (١٢) وَطَعاماً ذا غُصَّةٍ وَعَذاباً أَلِيماً (١٣) يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلاً (١٤) إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شاهِداً عَلَيْكُمْ كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً (١٥) فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلاً (١٦) فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً (١٧) السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً (١٨) إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً (١٩))
البيان : المكذبون هم من نوع هذا البشر. دون بقية المخلوقات فانها مذعنة مقرة تسبح بحمد ربها بدون انقطاع ومستسلمة لمشيئته بدون تكبر او عناد. الا هذا البشر المنكود. فمنه المطيع الخاضع الذليل ومنه العاصي المنحرف عن سواء السبيل.
(ذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ) فهي دعوتي. وما عليك الا البلاغ. فدعهم يكذبون واهجرهم هجرا جميلا. وسأتولّى انا كفاحهم. فاسترح انت من التفكير في شأن هؤلاء المكذبين لك ومكذبين بي.
(انها القاصمة المزلزلة المذهلة حيال هذا الانسان الضعيف الهزيل يهدده هذا السلطان الجبار. (وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً) وما هي هذه المهلة مهما طالت ان هي الا ايام معدودة ثم تنقضي وتزول وهناك ينفرد هذا الانسان الضعيف المهزول. بمولاه القوي الجبار الذي اذا قال للشيء كن فيكون.
(إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالاً وَجَحِيماً) والانكال ـ هي القيود ـ والجحيم هي النار المؤقدة. المطلعة على الافئدة انها عليهم مؤصدة في عمد ممدودة لا يطفؤ لهيبها. ولا يفادي اسيرها ولا تنقضي مدتها ابدا.
(يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ) فيا لها من صورة مرعبة. ويا له من هول مفزع ترجف منه الارض الطويلة العريضة. وترجف منه الجبال الشاهقة. ويتعرض له هذا الانسان الهزيل الضعيف النخيف. انه الهول الشديد. الذي يتجاوز هذا الانسان الهزيل. ويصل خوفه وهوله الى الجماد الى الارض والجبال الشاهقات. فترتجف من شدة ما ينالها