(كَلَّا. لا وَزَرَ إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ) وما كان يرغب فيه الانسان من المضي في الفجور لن يكون يومئذ. بل سيكون كل ما كسبه محسوبا وسيذكر به ان كان نسيه.
(يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ) بما قدمه من عمل هذا وبما اخره وراءه من آثار. ولن تقبل منه المعاذير. ونفسه وجوارحه تشهد عليه. فلا مفر ولا خلاص فالحساب دقيق.
(بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ) ومما يلاحظ ان كل شيء سريع قصير. والمشاهد خاطفة.
(لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (١٦) إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (١٧) فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (١٨) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ (١٩) كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ (٢٠) وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ (٢١) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ (٢٢) إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ (٢٣) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ (٢٤))
البيان : وهنا الاعجاز الخالد. الذي يترك في النفس الايمان بصحة هذا القرآن المجيد. الذي تكفل خالقه العظيم بحفظه وحراسته من كل نقص او عيب او تغير او تحريف.
(إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ) ومن شدة حرص الرسول ص وآله على استيعاب ما يوحى اليه. وخشيته ان ينسى منه عبارة او كلمة. كان يتثبت من حفظه بكل دقة.
(كَلَّا. بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ) واول ما يلحظ من ناحية التناسق هو تسمية الدنيا بالعاجلة في هذا الموضع. وهو ايحاء مقصود. فان هناك تناسقا بين بيان اللفظ وبيان الموقف السابق وقول الله تعالى لرسوله (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ) فهذا التحريك وهو العجلة هي احد بيان السمة البشرية في الحياة الدنيا. وهو تناسق لطيف.