وهنا ترد هذه القصة مختصرة سريعة المشاهد منذ ان نودى موسى (ع) بالوادي وهنا تبدأ بتوجيه الخطاب الى نبينا محمد ص وآله (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى ..)
ولحظة النداء لحظة رهيبة عجيبة. ونداء الله تعالى لعبده امر هائل وهو سر من اسرار الألوهية العظيمة. كما هو سر من اسرار الكون والتكوين الانساني. الدي اودعه الله في هذا الكائن وهيأه به لتلقى ذلك النداء. وهذا اقصى ما نملك ان نقول في هذا المقام. الذي يعجز الادراك البشري ان يحيط به الا ان يكشف الله له ذلك.
(اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى) والطغيان امر لا ينبىء ان يكون من مخلوق الى خالقه. الذي اوجده من العدم واعتنى به اعتناء هائلا. ووهبه نعما لا تحصى بدون سؤال. وبدون ان يكون شيئا مذكورا. في رحم امه ثم تعهده حتى عرفه الاشياء كله. واذ به بعد هذا الاعتناء وبعد هذا التعهد وبعد هذه المواهب والنعم اذا هو يطغى عليه فيا لها من سفالة ويا لها من وقاحة. ويا له من اباق من هذا العبد الضعيف لهذا المولى العظيم.
ثم يعلمه الله كيف يخاطب هذا الطاغية. بألين اسلوب واشد جاذبية لمن له ادنى احساس لعله يرجع الى مولاه ويتذكر نعمه عليه. ويندم على ما صدر منه. ويكف عن طغيانه. ويهتدي الى صوابه. فيعفو مولاه عنه ويكرمه على رجوعه ويفيض عليه من وابل رحمته فيسعد في الدنيا والآخرة. بعد ان كان من الاشقياء.
(فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى) هل لك ان تتطهر من رجس الطغيان ودنس العصيان.
(وَأَهْدِيَكَ إِلى رَبِّكَ فَتَخْشى) هل لك ان اعرفك طريق ربك فاذا